هدى توفيق
أنا مصري مش عربي
سألته بروح المزاح والفكاهة :
أنا مصري مش عربي يا عيني علي الوطنية المصرية يا خالي المحترم موجه مادة التاريخ العظيم.. وبجدية وغضب بادٍ علي ملامحه قال منفعلاً :
ـ هل تمزحين.. أنا أتحدث بجدية.. يا صغيرتي هذه حقيقة يا ابنتي الغبية نعم أنا مصري ، مصري من الصميم ، حضارة سبعة آلاف عام ، تهتف بذلك.. فمصر مهد الحضارات التي جمعتْ أعظم حضارة في العالم جميعًا.. أعندك شك في ذلك ؟
بُهت المزاح واختفتْ الضحكة البريئة من ملامح وجهها ، التي أخذت نحوًا آخر من الإنصات ولغة الاعتذار لجهلها عما يعنيه كلام خالها الذي تقدره وتحترمه ، كقارئ نهم ، وشخص عالم بأمور كثيرة من المعرفة والاطلاع ، والثقافة.
.ـ لابد من المقاومة.. هكذا ردّد أستاذها الجليل .
فبادرتُ بسؤاله :
- وكيف يكون هذا أستاذي الكبير؟
- نعم تلميذتي المطيعة ، وابنتي الحبيبة.. أي ورقة نقدية بداية من فئة الخمس الجنيهات إلى أ علي رقم التي تكون بحوزتي أكتب أنا مصري مش عربي.. وفي أي مكان أذهب إليه ميكروباص أو مترو الأنفاق أو أتوبيس أي وسيلة انتقل بها.. أضع استيكر صغير مكتوب عليه أنا مصري مش عربي كنوع من أنواع المقاومة المسالمة الراقية الحضارية.. ليعرف الجيل الجديد جدودهم.. الذين صنعوا حضارة أدهشتْ ومازالت تدهش العالم ((الحضارة المصرية العظيمة)) لابد أنْ أقاوم بأي شكل من الأشكال دفاعًا عن مصريتي وحضارتي العريقة.. ثم جذبها بحنو ورفق إلي أحضانه.. وقال بزهو ورجاء عاشق لحضارته :
- لابد أنْ تقرئي جيدًا ابنتي الغالية ، وتلميذتي المجتهدة جيدًا في المصريات ، وحضارتنا المصرية بشكل خاص.. لابد.. هذا واجب وطني أولا.. وواجب ذاتي مفيد وممتع ثانيًا وأخيرًا لابد أنْ تقاومي وتقولي وتكتبي بكل فخر واعتزاز أنا مصرية مش عربية لابد. لابد.. لا مناص من هذا ولا حل إلاّ بالمقاومة السلمية.
***